السيد محمود الحسيني الشاهرودي
1300هـ – 1394هـ
- ولادته ونشأته :
ولد السيد الشاهرودي سنة 1300هـ بإحدى القرى التابعة لمدينة شاهرود، ونشأ في عائلة فلاَّحية معروفة بالتقوى والصلاح، وكان جَدّه السيّد عبد الله الشاهرودي من علماء شاهرود المعروفين، وينتهي نسبُ عائلتِهِ إلى الإمام الحسين عليه السلام.• دراسته وتدريسه :
كانت لديه منذ صغره رغبة شديدة في دراسة العلوم الدينية، وقد ساعده على المضي في ذلك تشجيع والدته، فتعلّم القراءة ، والكتابة، والقرآن الكريم ، عند معلِّم خاص في محلِّ ولادته، ثمّ سافر إلى منطقة بسطام، لإكمال دراسة العلوم الدينية، وعند وصوله إلى هناك واظب على الدراسة بشكل منقطع النظير، ونتيجة لاستعداداته ومواهبه أخذ يدرِّس زملاءه وأصدقاءه بعض العلوم التي اكتسبها في حوزة بسطام.
وبعد ذلك سافر إلى مدينة مشهد المقدّسة لإكمال الدراسة الحوزوية، وخلال إقامته هناك قام بتدريس السطوح العالية، بسبب قوّة ذكائه وكثرة استعداداته، وفي عام 1327هـ سافر إلى مدينة النجف الأشرف للحضور في حلقات دروس الشيخ محمّد كاظم الخراساني ، والشيخ
ضياء الدين العراقي ، والشيخ محمّد حسين النائيني
، كما قام بتدريس الفقه والأصول لمرحلة البحث الخارج أكثر من خمسين سنة.
- اجتهاده ومرجعيته :
نال السيّد الشاهرودي درجة الاجتهاد وعمره 35سنة، وأصبحت له مكانة بين أوساط العلماء والمراجع آنذاك، وبعد رحيل السيّد أبو الحسن الأصفهاني أخذ كثير من الشعب الإيراني بتقليد السيّد الشاهرودي، وبعد رحيل السيّد حسين البروجردي رجع إليه في التقليد كثير من الشيعة.• صفاته وأخلاقه :
حَلّ مشكلات الناس وسَدّ احتياجاتهم : فكان شديد العطف على شرائح المجتمع كافّة، وإذا تعرَّض أحدهم إلى ضائقة أو مشكلة فإنّه يُساهِم في رفع تلك الضائقة، وحَلِّ تلك المشكلة، وفي الحالات التي يعجز عن المساعدة أو المشاركة فيها يقوم بالذهاب إلى مرقد الإمام علي عليه السلام، ويدعو الله سبحانه أن يرفع تلك المعاناة، ويتوسّل بالمنزلة العظيمة التي يتمتّع بها الإمام عند الله سبحانه.
عشقه للإمام الحسين عليه السلام : ومن خصوصياته الأخرى هي ذَوَبانه في حُب الإمام الحسين عليه السلام، وينقل عنه أنّه عندما كان يذهب لإلقاء دروسه، ويَجدُ في طريقه مجلساً حسينياً، كان يشترك فيه، فيجلس قليلاً ثمّ يخرج ذاهباً لإلقاء درسه، ويُنقل عنه كذلك أنّه ذهب لزيارة مدينة كربلاء المقدّسة خلال عمره الشريف ماشياً على قدميه 260 مرّة.
ومن مميِّزاته الأخرى : اهتمامه الشديد بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتوكّل المطلق على الله في جميع الأمور، والبساطة في العيش، والابتعاد عن كل مظاهر التَرف.
• خدماته : نذكر منها ما يلي :
1ـ بناء مدرسة القزويني في مدينة النجف الأشرف.
2ـ بناء مدرسة البخارائي في مدينة النجف الأشرف.
3ـ بناء المدرسة المحمودية في منطقة فاروج.
4ـ ترميم بناء مدرسة زاهدان.
5ـ بناء مدرسة ومكتبة في مدينة فومن.
6ـ بناء مسجد في زاهدان.
7ـ بناء مسجد في جاجرم.
8ـ بناء مسجد المعصومية في مدينة بجنورد، وآخر في نفس المدينة.
9ـ بناء مسجد في مازندران.
10ـ بناء المسجد الجامع في كلالة.
11ـ بناء المسجد الجامع في داميان.
12ـ بناء مسجد في منطقة طيبات.
13ـ بناء مسجد وحسينية في مدينة كابل.
14ـ بناء مجمع سكني يقع بين مدينة النجف الأشرف ومدينة الكوفة لطلبة العلوم الدينية باسم : حَيّ الإمام الشاهرودي. وقد تمَّ إنجاز المرحلة الأولى منه في حياته، والثانية بعد وفاته، أمّا القسم الأخير من المشروع تم انجازه فی السنوات الاخیره
15ـ معالجة المرضى المحتاجين مجاناً، وذلك عن طريق الاتفاق مع بعض الأطبَّاء والصيدليات.
• مؤلافاته : نذكر منها ما يلي :
1ـ حاشية على العروة الوثقى.
2ـ حاشية على وسيلة النجاة.
3ـ الرسالة العملية.
4ـ ذخيرة المؤمنين.
5ـ تقريرات بحث الشيخ ضياء الدين العراقي.
6ـ تقريرات بحث الشيخ محمّد حسين النائيني.
• وفاته :
توفّي السيّد الشاهرودي – قدس سره – في الثامن عشر من شعبان 1394هـ بمدينة النجف الأشرف، ثمّ نقل جثمانه الطاهر إلى مدينة كربلاء المقدّسة، لغرض تغسيله بماء الفرات قرب مرقد الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل عليهما السلام، وتمَّ تشييع جثمانه الشريف هناك، ثمّ أُعيد – قدس سر ه – إلى مدينة النجف الأشرف، وشُيِّع تشييعاً مهيباً، ودفن – قدس سره – في الصحن الحيدري الشريف للإمام علي عليه السلام.